أكّد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أنّ "روسيا لن تقبل وجود قوات لحلف الناتو في أوكرانيا تحت أي شروط"، موضحًا أنّ "قوات حفظ السلام التابعة للناتو ستتولى حماية النظام النازي في بقايا أوكرانيا".
ولفت، في مقابلة مع المدونين الأميركيين ماريو نوفل ولاري جونسون وأندرو نابوليتانو، إلى أنّ "روسيا تعرف كيف تتجنب أي تسوية بشأن أوكرانيا من شأنها تعريض حياة الناس للخطر"، موضحًا أنّ "دول أوروبية تريد التصعيد بشأن أوكرانيا وتستعد لفعل شيء قد يدفع الرئيس الأميركي دونالد ترامب لاتخاذ إجراءات عدوانية ضد روسيا".
وأشار لافروف إلى أنّه "بالمناسبة، في ظل الوقائع الجديدة التي أعقبت 20 كانون الثاني، أود التأكيد على أن أهمية أوكرانيا لأمن روسيا تفوق أهمية غرينلاند لأمن الولايات المتحدة بمراحل... سبق أن ذكرت محو اللغة والإعلام والثقافة الروسية، وحظر أحزاب المعارضة، وبعض وسائل إعلامها، رغم أنها تكتب وتبث باللغة الأوكرانية، وجرائم قتل الصحفيين واختفائهم، ناهيك عن جرائم الحرب المرتكبة ضد سكان دونباس عقب الانقلاب مباشرة".
وقال: "لا أحد يتحدث إلينا تحت أي ظرف من الظروف. يواصلون القول إنه لا حل يتعلق بأوكرانيا دون أوكرانيا، لكنهم يفعلون كل شيء ضد روسيا دون روسيا. وعندما سُئل الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن قوات حفظ السلام، أجاب بأنه من السابق لأوانه مناقشة هذا الأمر، ولكن عادةً ما تكون موافقة جميع الجهات مطلوبة. لماذا نوافق على قوة حفظ سلام أو أي مجموعة لحفظ السلام؟ إنهم يريدون أن تتكون هذه القوة من دول أعلنتنا عدوًا. هل سيأتون إلى هناك كقوات حفظ سلام؟".
إلى ذلك، شدد لافروف على أنّ "روسيا لن تنتهك أبدا الالتزامات القانونية والسياسية التي تربطها بالصين"، وقال: "لدينا مشاكل وصعوبات في علاقاتنا وكثير منها بسبب العقوبات"، مؤكدًا أنّ "الادعاءات بأن روسيا تبتعد عن منطقة الشرق والصين والهند وإفريقيا مجرد أوهام".
وكشف وزير الخارجية الروسي أنّ "روسيا ناقشت وضع الاتفاق النووي الإيراني مع أميركا وتواصل الاتصالات بشأن هذه القضية مع أوروبا"، مضيفًا "قلقون إزاء رغبة الأميركيين في أن يتضمن الاتفاق النووي الإيراني الجديد شروطا سياسية"، كما أفاد بأنّ "واشنطن تسعى لربط الاتفاق النووي الجديد بتوقف إيران عن دعم جماعات بالشرق الأوسط وهذا محكوم عليه بالفشل".
وأكّد أنّ "الولايات المتحدة أعربت في أكثر من موقف عن اهتمامها باستئناف الحوار مع روسيا بشأن الاستقرار الاستراتيجي"، وقال: "الولايات المتحدة أعربت خلال مفاوضات الرياض عن رغبتها في إقامة علاقات طبيعية مع روسيا".
وقال لافروف إنّ "موسكو منفتحة على مقترح ترامب بعقد لقاء روسي أمريكي صيني لمناقشة الأمن النووي إذا كانت بكين مهتمة"، مشيرًا إلى أنّه "ينبغي ألا تفوت موسكو وواشنطن فرصة تحقيق منفعة بمجالات تتفق فيها مصالحهما ومنها الاستقرار الاستراتيجي".
أما فيما يتعلق بالملف السوري، أعرب لافروف عن أماله في أن يتم تشكيل حكومة وحدة وطنية في سوريا حيث لا يزال الوضع خطيرا. وأضاف: "الفائزون والوحدة الوطنية شيئان مختلفان. أتمنى أن يتم تشكيل حكومة وحدة وطنية في سوريا، رغم خطورة الوضع هناك في الوقت الراهن".
وخلص لافروف إلى أن هذه الاضطهادات تنتهك ميثاق الأمم المتحدة بشكل صارخ، وهو ما أبلغت عنه روسيا على منصة المنظمة ذاتها.